Sunday, November 29, 2009

كارثة جدة بالتفصيل




"بوابة أملج" تروي تفاصيل الساعات الأولى من رعب سيل وادي قوس بجدة كما وعدناكم ... \"بوابة أملج\" تروي تفاصيل الساعات الأولى من رعب سيل وادي قوس بجدةبوابة أملج (فايز السميري) :

كما وعدناكم سابقاً بموضوعنا (بوابة أملج تروي بالصور ليلة الرعب الأولى من سيل جده)بعرض تقرير كامل بالصور عن الأمطار التي هطلت على محافظة جده الأربعاء الماضي .



قبل هطول الأمطار وحدوث الكارثة كانت الساعة السابعة صباحاً ويشير الجو الملبد بالسحب السوداء بهطول الأمطار وفي الساعة الثامنة صباحاً بدأ البرق والرعد يشاهد ويسمع بشكل قوي وفي الساعة العاشرة هطلت الأمطار وبشكل كثيف عندها أدخلت أسرتي إلى إحدى الفنادق واستأجرت لهم غرفة , وفي الساعة الثانية عشرة ظهراً بدأ سيل وادي قوس ووادي مريخ ينحدران من حي الصواعد المحاذي لحي قويزة وشاهدت السيل يجري بقوة منذ البداية وكأنه نهراً جاري يأكل محوله ومامر عليه من سيارات ورجال ونساء وأطفال إلى أن وصل إلى الخط السريع وتحطم لأسفل كوبري الجامعة مما أدى إلى انحدار السيارات بشكل قوي عندها نزلت أراقب الوضع من قلب الحدث ولاحظت مآسي كثيرة منها: أب يفقد طفله ويبكي ويصرخ لزوجته وأطفاله الباقين بالابتعاد لإنقاذ أنفسهم ولكن الأم ترفض الذهاب وتفضل الموت بجانب طفلها والأب يركض بأطفاله , وآخر يصاب بتشنج ويلقط أنفاسه الأخيرة , وشاب يقفز من سيارته ويداهمه السيل ويجرفه إلى جهة غير معلومة , وآخر معه أخته ويبكي وهو ممسك بيدها ويصرخ بأنه كان يريد الذهاب بها إلى المستشفى لكنه تفاجأ بتوقف خط السير على الخط السريع مما اضطرهما إلى القفز من السيارة وتخطي الخط السريع والمشي قرابة 500م وسط المياه والطين الشديدين أوصلتهما إلى الشقق القريبة , وشاب يصرخ ويبكي بفقدان صديقه الذي كان معه في نفس السيارة بعدها ازدحم كثيراً من الناس إلى الفنادق والشقق المفروشة المجاورة التي أغلقت أبوابها ومنعت الكثير من الدخول حتى أصبح الناس يتباكون منتظرين مصيرهم , وفي الساعة الواحدة ظهراً وصلت ثلاثة طائرات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن كان الموقف أصعب من أن تحمل الطائرات الجميع .وداهمت السيول المحلات وأخذت ما في داخلها وأصبحت المنطقة الواقعة حول المساعد ومخابز ديما محجوزة تماماً من الدخول أو الخروج إلى أن وصل الحال بالأطفال والنساء إلى البحث عن جرعة ماء أو قطعة رغيف يسد جوعهم ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي والبقاء ليلاً بدون إضاءة , وذكر المواطن عثمان الجهني بأنه اشترى من إحدى العمالة الوافدة جالون واحد من الماء بـ50 ريال وأكد عبد الرحمن عبدالعزيز بأنه اشترى خبزاً بـ 40 ريال ليقدمه لعائلته هذا واقع عايشته بكل أحداثه ومآسيه منذ البداية وحتى اليوم التالي الذي فتحت فيه الطرق لجميع السيارات بعد هدوء السيول وكف غضبها وأخذ جميع من في الفنادق والشقق المفروشة إلى المغادرة والجوع والإرهاق يتكبدهم والظمأ يملأ أفواههم غير شاعرين بذلك وأصبح الجميع يتعانقون ويتحمدون بعضهم على السلامة ويترحمون على من فقد في ذلك السيل ويدعون الله عزوجل أن يجعلهم من الشهداء .


- مشاهدات


- الأمطار تتساقط بشدة منذ ساعات الفجر الأولى مع أصوات قوية ومخيفة للعواصف الرعدية .

- المحلات التجارية الواقعة خلف الشقق المفروشة في حي قويزة وصلت المياه إلى الأعلى لتغطي اللوحات الإعلانية

- لم أشاهد إلا ثلاثة هليكوبترات محاولة القيام بعمليات الإنقاذ .

- الكثير من المواطنين فوق أسطح المنازل خوفاً من المياه التي غطت الأدوار السفلية .

- حدثت الكثير من حالات الوفاة في حي قويزة .

- انقطاع التيار الكهربائي منذ الساعة الواحدة ظهراً وحتى الثانية فجراً.

- السيول جرفت الكثير من السيارات حتى تجاوزت الخط السريع .

- حدثت محاولات لسرقة المحلات التجارية وتشليح للسيارات من بعض العمالة .

- مشاهدة أعداد من الحجاج يسيرون على الأقدام من الخط السريع .

- رعب وخوف ينتاب المواطنين في السيارات الواقعة على الخط السريع عند مشاهدتهم للسيل القادم مما اضطر الكثير إلى الخروج من السيارات وتعريض أنفسهم للموت هرباً من شدة السيل المحمل بالسيارات وبعض المواد الحديدية .

- أطفال ونساء في صور محزنة والكل يحاول الوصول إلى منطقة آمنة .

- حدوث الكثير من الإصابات البشرية خاصة الجروح العميقة .

- مواد غذائية وأدوات صحية وكهربائية ومخلفات حديدية منتشرة فوق سطح السيل .

- الكثير من الشقق المفروشة أغلقت أبوابها بعد توافد العديد من الناس إليها قادمين من الخط السريع والمنازل المجاورة للصعود للأدوار العلوية.

- السيل القادم كان سيل وادي قوس ووادي مريخ وتوقف كامل لحركة السير في تلك المنطقة .

- انقطاع للمواد الغذائية والمياه وشرائها من العمالة بضعف الثمن .



- فقد المواطن عبد الله السلمي ستة من أفراد عائلته جراء السيول التي داهمت الدور الأرضي من منزله بحي قويزة والمتوفون هم زوجته وثلاثة من أبنائه وشقيقتاه ولا زال البحث جارياً عن طفلته التي لم يتجاوز عمرها السنتين . وقد أدى جموع من المواطنين الصلاة على الأموات بمسجد حي الربيع وتم دفنهم بمقبرة الأجواد بشرق جدة .