Saturday, April 18, 2009

حقيقة الزئبق الأحمر

أولاً .. وقبل كل شيء ..!
نتاج هذا الكلام ليس عقلية الكاتب فقط .. إنما أتى بعد تفحص وبحث وترجمة أعمال كتبت بواسطة علماء وكتاب عالميين !

قبل البارحة .. كان الجميع يلهث في الطرقات بحثاً عن أية مكينة خياطة من نوع محدد .. انتشرت شائعة بأنها تحوي مادة تدعى الزئبق الأحمر .. ويستخدم هذا الزئبق الأحمر في إنتاج أسلحة نووية كما له عدة استخدامات أخرى ( فهو طعام للجن .. ويستخدمه المشعوذون والسحرة والكهنة في إطعام الجن ! ) وغيرها من الادعاءات والخرافات التي جاءت على خلفية الحدث الذي أصبح حديث المجالس في هذه الأيام !
كنتُ أطرح على نفسي سؤالاً واحداً .. ما هو الزئبق الأحمر بالأساس !؟
ذهبتُ لأترجم المصطلح .. ووجدت العجب !

الزئبق الأحمر .. أو ما يسمى باللغة الإنجليزي Red Mercury .. ظهر لأول مرة في العالم أجمع في روسيا مطلع 1980 .. وظهرت معه الإشاعات المتعلقة به ..وأصبح مادة دسمة للنقاش والتداول دولياً منذ ذلك الحين .. حتى خرج لنا في حراجات المملكة يباع بعشرات الألوف !
أصبح الكثير من الإرهابيين يلاحقون بعد وجود بعض العينات المصبوغة بأصباغ حمراء وبرتقالية خشية تهريب هذه المادة لتستخدم بالظن في تصنيع قنابل نووية أو أية قنابل أخرى ..
في وسائل الإعلام الغربية والروسية .. ظهرت ادعاءات بظهور مادة تدعى الزئبق الأحمر تستخدم في القنابل النووية .. أو في عمليات الانشطار .. ومع تلك الدعايات والشائعات القوية .. بدأت الناس بالشراء .. وفي هذه النقطة بدأ التغيير يحدث حول ماهية مادة الزئبق الأحمر !

ذكر في تقرير LLNL التالي والذي نشر في عام 1996م :
أن وزارة الطاقة الأمريكية كشفت عن غموض هذه المادة " الزئبق الأحمر " في الاستخدامات رغم ظهورها في السوق السوداء قبل 15 عام !
والأخطر من ذلك .. التقرير الذي نشر في عام 1997 م من علماء الذرة : أن قيمة الكيلو غرام من الزئبق الأحمر يساوي 100,000 دولار إلى 300.000 دولار إلا أن الذي قامت مجموعات من الروس بترويجه في الشرق الأوسط إنما هو خليط من أوكسيد الزئبق والزئبق الثنائي أو مختلطة مع نسبة قليلة جداً مع الزئبق الأحمر !

والحق !

أن أسطورة الزئبق الأحمر قد قامت الاتحاد السوفيتي بترويجها عبر الدول التي تحاول إنتاج سلاح نووي في وقتها كالعراق وليبيا وجنوب إفريقيا وإسرائيل .. وقامت ببيع تلك الكميات لتشكل مصدر دخل ثانوي بالإضافة لترويج شائعات بأن الإرهابيين يقومون بتهريبه حتى يستخدم في تصنيع القنابل الننوية !

في النهاية وبعد تداولات كثيرة في وسائل الإعلام .. أعلنت وكالة الطاقة الذرية أن قصة الزئبق الأحمر إنما هي أكذوبة ولا وجود لشيء يسمى الزئبق الأحمر !
والآن .. أصبح الزئبق الأحمر مادة دسمة للكتب والأفلام الخيالية والمسلسلات الدرامية .. فهذه رواية لماكس باركلي بعنوان الزئبق الأحمر ! والفلم الشهير للممثل العالمي .. ألباتشينو بعنوان الزئبق الأحمر أيضاً !

لماذا ينفصل البث من الجوال حال مرور الجوال تحت الماكينة !؟
ببساطة .. الماكينة يوجد بها مغناطيس .. وقوة المغناطيس في البكرة السفلية تختلف من نوع لآخر ..وهي السبب الرئيس في انقطاع البث عن الجوال !

أتذكر .. طرائف كثيرة مرت ببلادنا !
لحظة أن سمعت الخبر .. كانت التهمة لدي بأنها ربما تكون وسيلة جديدة لغسيل الأموال أو تبييضها .. لكن بعد أن تأكدتُ من الخبر .. عرفتُ أنها أحد الوسائل التي لا تنقطع عنا – وللأسف – لغسيل العقول والأذهان وسحب أموال الناس !!

والله المستعان !

م.محمد الصالح

قم بزيارة مدونتي الخاصة